الرئيسية
اكفل يتيم
قطاع غزة.. معاناة إنسانية مركبة بعد 280 يوماً من الحرب
تاريخ النشر 14-07-2024

 يعيش سكان قطاع غزة معاناةً إنسانية مُركبة منذ 280 يوماً، خسر فيها القطاع عشرات الآلاف من الضحايا، وتحولت المدن إلى كومة من الركام. 

 سجلت الاحصائيات أكثر من 48.000 ضحيةً ومفقوداً، بالإضافة لأكثر من 87.000 جريحا ومصاباً، 70% منهم من الأطفال والنساء، والعدد كل يوم في ازدياد .


2 مليون نازح
 تتكرر مشاهد النزوح المؤلمة يومياً في قطاع غزة، و بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة "أوتشا"، نزح ما يقارب 2.000.000 نسمة هرباً من الموت تحت وقع القصف المدفعي العنيف والعشوائي، وغادر القطاع أكتر من  100.000 نسمة عبر معبر رفح البري إلى مصر، وذلك من أصل 2.300.000 نسمة كانوا يسكنون القطاع. 

قالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيخريد كاخ، في إحاطة لها أمام اجتماع مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط: "إن : 9 بين كل 10 أشخاص في غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل، وأن الحرب لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضا لدوامة من البؤس الإنساني، حيث انهار نظام الصحة العامة، ودُمِرت المدارس، ويهدد تعطل نظام التعليم أجيالا قادمة."

نصف مليون جائع
يعاني 2.000.000  نازح في قطاع غزة من الجوع وسوء التغذية، 700.000 نسمة منهم في شمال القطاع وحده يعيشون مجاعة حقيقية، في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الغذائية والطبية والوقود للشهر الثالث على التوالي.

يعتمد النازحون والسكان في قطاع غزة على المساعدات الغذائية غير الكافية أصلا، فيما يتكون طعامهم الأساسي من الخبز والأطعمة المعلبة عند توفرها، ويسهم النقص الحاد في الخضار والفواكه الطازجة ومصادر البروتين، كاللحوم والحليب، في انتشار المشكلات الصحية، بما فيها فقر الدم وسوء التغذية بين الأطفال، كما أن أسعار المنتجات القليلة المتاحة في السوق المحلي مرتفعة ارتفاعًا باهظًا، يفوق قدرة الأهالي على الشراء.

 يواجه 96% من سكان قطاع غزة والنازحين داخلياً انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، ويعتبر الأطفال من الفئات الأكثر هشاشةً و تأثراً بظروف المجاعة، حيث فقد أكثر من 34 طفلاً حياتهم بسبب الجوع و سوء التغذية، وفقاً لإحصائية المكتب الاعلام الحكومي في غزة، فيما يعاني 3500 طفل دون سن الخامسة من خطر الموت الوشيك بسبب سوء التغذية الحاد و توقف توزيع المكملات الغذائية.

يحتاج قطاع غزة يوميا لـ 7 ملايين وجبة طعام على الأقل لسد احتياجات السكان، و وفق تصريحٍ لبرنامج الأغذية العالمي قال : " نصف مليون مواطن في غزة يواجهون مستويات كارثية من الجوع، في حين لا تحصل العائلات في أغلب الأحيان على الحصص الغذائية الكاملة بشكل مستمر" .


90% من آبار المياه معطلة
يشرب المواطنون في شمال قطاع غزة مياه شرب ملوثة، بعد أن فقد الشمال أكثر من 90% من آبار المياه، و في تقريره الأسبوعي، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة "أوتشا"، أن نفاذ الوقود يؤثر تأثيرًا شديدًا على البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والظروف المعيشية في شتّى أرجاء غزة، عدا أن الكميات المستلمة لا تلبي سوى 10% تقريبًا من الاحتياجات اليومية لقطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.

وأضاف التقرير أن: " قطاع غزة يعاني من نقص حاد في مياه الشرب المأمونة،  فقد أثر الاجتياح العسكري للمدن تأثيرًا حادًا على إمدادات المياه، ولا يزال سوى عدد ضئيل من آبار المياه يزاول عمله، كما أن ظروف الصرف الصحي متردية، حيث تفيض مياه الصرف الصحي وتتسرب على مقربة من أماكن النوم، وتتراكم النفايات الصلبة، ولا تتوفر أي مواد للتنظيف". 


منظومة صحية متهالكة
يعيش السكان في قطاع غزة خطراً مضاعفاً بسبب تهالك المنظومة الصحية، وانهيار الخدمات المقدمة للسكان والنازحين، بالإضافة لإغلاق المعابر المستمر وعدم السماح للمرضى بالسفر للعلاج، أو حتى دخول الأدوية والمستلزمات الطبية المناسبة. 


يعاني النازحون المتكدسون في مناطق ضيقة من أوضاع بيئية وصحية كارثية، سببتها أكوام القمامة الصلبة المتكدسة في كل مكان، ومياه الصرف الصحي التي تحيط بالخيام والمنازل المدمرة، وتتسبب في مكرهة صحية، انتشر على إثرها الحشرات والقوراض التي تسببت في العديد من الأمراض المعدية مثل الأمراض المعوية، والطفح الجلدي، والتهاب الكبد الوبائي، عدا عن المخاوف المتكررة من انتشار وباء الكوليرا بسبب توافر الشروط .

سجل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في آخر إحصائية له ارتفاع عدد المصابين بالأمراض المعديةة نتيجة النزوح إلى 1.737.524 ، من بينهم أكثر من 71.383 حالة عدوى بمرض التهاب الكبد الوبائي، في ظل عدم توافر الأدوية المناسبة، وتدمير الاحتلال لـ 34 مستشفى و 64 مركزا صحياً، بالإضافة لاستهداف (161) مؤسسة صحية، و (131) سيارة إسعاف. 

 

خسائر بالمليارات
حولت الحرب مدن قطاع غزة إلى أكوام من ركام، حيث تم نسف أحياءً سكنية كاملة في لحظة، وتم قصف المساجد والمدارس والجامعات والكنائس، وتدمير المستشفيات و وإخراجها تماما عن الخدمة، و تخريب الأراضي الزراعية، و إحراق المصانع و الشركات والأسواق.

كشف المكتب الاعلامي الحكومي عن حجم الخسائر الأولية المباشرة للحرب، والتي تقدر بـ (33) مليار دولار، حيث تم تدمير أكثر من  150.000 وحدة سكنية دمارا كاملاً، و200.000 وحدة سكنية دمارًا جزئيا، والمئات من المدراس والجامعات، والمساجد والمقار الحكومية والمؤسسات المدنية.


جهود إغاثة مقيدة
أدّت سياسة الحصار الظالم وإغلاق المعابر التي فرضتها الحرب، إلى أزمة السيولة النقدية ومنع وصول المال إلى سكّان القطاع، ممّا أثّر بشكل واسع على جهود الإغاثة، وقدرة النَّاس على شراء ما يحتاجونه من مواد غذائية، وعمَّق حالات المجاعة في قطاع غزَّة.

ويشكل شن الهجمات على عمَّال الإغاثة والمسؤولين عن تأمين وصول المساعدات، من شخصيات مجتمعية ورؤساء بلديات، وجمعيات ومؤسسات ولجان طوارئ، تحدياً مضاعفاً للمؤسسات الإنسانية العاملة في قطاع غزة. 

يحتاج قطاع غزة إلى مضاعفة الجهود من قبل المؤسسات الأممية و الإنسانية، لسد احتياجاته الطارئة من الماء و الطعام الأدوية والوقود، بالإضافة لإنشاء مراكز إيواء آدمية، والتجهيز لتدخل إنساني ضخم يشمل إعادة الإعمار، وإعادة الحياة لغزة وأهلها من جديد.

تواصل معنـــــا
حقوق النسخ محفوظة لمؤسسة الخير 2024