أكتب لكم من على متنِ الطّائرة وأنا في طريق العودةِ من دولةِ المغرب، بعد أحدَ عشر يومًا شاركتُ خلالها في مهمّة الإغاثة العاجلة لمتضرِّري زلزال المغرب.
وأثناء تصفُّحي العديدَ من الرّسائل التي وصلتني مُؤخّـرًا؛ وجدت أنّ بعضًا منها يدورُ حول سؤال: "لماذا تبدو تجربةُ المغرب مختلفة، بنظركَ، في سياق عملك الإنسانيّ؟"
إنّه سؤالٌ مُحقٌّ ويحظى بأهمّيّة كبيرة في تقديري، وسأحاول في ثنايا السُّطور التّالية الإجابةَ عنه بشيءٍ من التّفصيل. وغيرَ بعيدٍ عن معرفتكم؛ فقد شاركتُ خلال السّنوات الفائتة في العديدِ من الحملات ذات الطّابع الإنسانيّ، ابتداءً بفلسطينَ، مرورًا بالسّودان، ثمّ كينيا ولبنانَ والهندَ، وليس آخرَها إغاثة المتضرّرين من زلزال تركيا الذي ضربهما مُؤخّـرًا وسبّب أضرارًا كارثيّة. ولا شكّ أنّ كلّ تجربة ميدانيّة ممّا سبق تمنحُك زخمًا معرفيًا وثقافيًا هائلًا؛ فالعمل تحت الضّغط المباشر، وفي المناطق التي شهدت كوارث طبيعيّة، لا تُشبهُ بحالٍ العمل في المناطقِ الأخرى التي لم تشهد كوارث مُماثلة. ففي هذه الحالة؛ سيُحتّم عليكَ هذا الظّرف غير الاعتياديّ أن تُنجز كمًّا هائلًا من المهمّات المُلحّـة في أوقاتٍ قياسيّة، وفي نطاق بيئةٍ جديدة لم تَعهدها من