الرئيسية
اكفل يتيم
أثر الخير في حياة فاطمة وبناتها
تاريخ النشر 19-01-2025

في زاوية خيمة مهترئة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، كانت "فاطمة" (39 عامًا) تكافح لتأمين الحد الأدنى من الأمان لبناتها الأربع، بعد رحلة مريرة للهروب من الموت بسبب الحرب المروعة.

"خرجنا تحت القصف"، تروي فاطمة بصوت يملؤه الألم، "تركنا مجمع الشفاء الطبي في غزة، وهرعنا مشيًا على الأقدام. لم يكن لدينا وقت لجمع أي شيء. فقط حملت بناتي وسرنا وسط الشوارع المليئة بالركام والجثث." كانت وجهتها غير معروفة؛ فكل مكان كان يبدو وكأنه خطر محدق.

بعد أيام طويلة من النزوح والتشرد، قررت بناء خيمة صغيرة مستخدمة قطعًا من الخشب والملابس القديمة. تقول: "كانت تلك الخيمة كل ما أملك. لم يكن هناك سقف يحمينا من المطر أو البرد، لكن على الأقل كنا معًا."

مرت شهور قليلة قبل أن تهترئ الخيمة تمامًا، لتجد فاطمة نفسها وبناتها بلا مأوى. وفي إحدى اللحظات الحرجة، وصل فريق من "مؤسسة الخير" لتقديم المساعدة. زار الفريق الخيمة وعاين الوضع. تتابع فاطمة: "لم أصدق أنهم سيهتمون بنا. لكنهم لم يتجاهلونا. قدموا لنا الطعام والأغطية، ونقلونا إلى مأوى أكثر أمانًا. لأول مرة شعرت أن هناك من يسمعنا."

اليوم، تعيش فاطمة وبناتها في "مخيم إيواء الخير"، الذي يوفّر لها الاحتياجات الأساسية من ماء ومساعدات غذائية وعينية. ورغم آثار النزوح التي ما زالت واضحة على ملامحها، تشعر بشيء من الأمان. تقول: "لا شيء يمكن أن يعوّض ما فقدناه، لكن على الأقل لدي أمل بأن بناتي سيحظين بحياة أفضل."

الإحصائيات الصادرة عن المؤسسات الإنسانية تشير إلى نزوح نحو مليوني شخص في قطاع غزة بسبب الحرب، يعيش الآلاف منهم في ظروف قاسية بلا مأوى أو مقومات للحياة. ومع ذلك، تبرز قصص مثل قصة" فاطمة" تغير واقعها للأفضل، لتثبت أن الأمل يمكن أن يولد من قلب المعاناة، ويعيد بناء حياة دمّرتها الحرب.
 

تواصل معنـــــا
حقوق النسخ محفوظة لمؤسسة الخير 2025