الرئيسية
اكفل يتيم
شتاء دافىء بلا جوع.. شعار مؤسسة الخير لحملة الشتاء
تاريخ النشر 14-12-2022

كان العام 2022، من الأعوام الأصعب على الإطلاق، اجتمعت فيه عدة أزمات في آن واحد، و تركت آثارها على الجميع، ليبقي حوالي 828 مليون شخص جائع في جميع أنحاء العالم!

كما يواجه اللاجئون والنازحون في الشرق الأوسط تحديات صعبة هذا الشتاء، وقد أصبح الملايين منهم أكثر جوعًا من أي وقت مضى،  فمازال النزاع هو المحرك الأكبر للجوع، حيث يعيش 60 في المائة من الجياع في العالم في مناطق تعاني من آثار الحرب و العنف، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار التي بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق، وكذلك العواقب الاقتصادية لجائحة كورونا/كوفيد 19 التي دفعت الجوع إلى مستويات غير مسبوقة.

تطلق مؤسسة الخير في هذا السياق سنويًا "حملة الشتاء" بهدف التخفيف من المعاناة التي يعيشها اللاجئين والنازحين في بلدان الشرق الأوسط خلال فصل الشتاء، وتوفير احتياجاتهم من التدفئة، وتهيئة المنازل المُتهالكة، وكسوة الشتاء، والطعام والدواء، وتحمل الحملة هذا العام شعار "شتاء دافىء بلا جوع "، سيتخلل الحملة رحلة إغاثية مع مجموعة من المتطوعين وصناع المحتوى لمخيمات اللاجئين في لبنان والجنوب التركي، بالإضافة إلى مخيمات النازحين واللاجئين السوريين.

 

الجوع الحاد.. مستويات غير مسبوقة في اليمن

 في بعض الأحيان، تضطر العديد من العائلات اليمينة في فصل الشتاء إلى طبخ أوراق الشجر لتنقذ الأطفال من الجوع الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة في اليمن!

 وبحسب برنامج الغذاء العالمي فقد وصل عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية في اليمن إلى 17.4 مليون شخص في بداية العام 2022، وتواجه نسبة متزايدة من السكان مستويات طارئة من الجوع، فقد يصل عدد الأشخاص غير القادرين على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية في اليمن إلى رقم قياسي يبلغ 19 مليون شخص.

كما أشارت الأمم المتحدة في تقرير لها إلى استمرار ارتفاع مستوى سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة، و يعاني 2.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، من بينهم ما يقرب من أكثر من نصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم مما يهدد حياتهم، هذا بالإضافة إلى حوالي 1.3 مليون امرأة حامل أو مرضع يعانين من سوء التغذية الحاد.

تحتاج الملايين من الأسر اليمنية إلى الدعم الشتوي، حيث تنعكس الأزمات الإنسانية والاقتصادية، في عجز العديد من اليمنيين عن توفير الموارد المالية الكافية للاستعداد بشكل كافٍ لموسم الشتاء، وتوفير الطعام الجيد ومستلزمات التدفئة الكافية، ليتفاقم الوضع أكثر بكثير في حالة النازحين المتروكين من دون إغاثة ومساعدات ملائمة.

 

وجبات الشتاء الدافئة.. رفاهية يتمناها السوريين

 

بعد مرور 11 عامًا على النزاع، و شتات أكثر من 13 مليون سوري في الداخل أو موزعين بين دول الجوار (لبنان وتركيا والأردن والعراق)، وصل الجوع إلى مستويات تاريخية، وترك ملايين السوريين يعيشون على المحك، فقد وجهت الحرب بين روسيا و أوكرانيا ضربة جديدة لقدرة سوريا على توفير الغذاء لسكانها في الوقت الذي تكافح فيه البلاد للتعامل مع مستويات الجوع التي ارتفعت بمقدار النصف منذ عام 2019.

و مع بداية فصل الشتاء يواجه حوالي 12 مليون شخص في سوريا - أكثر من نصف عدد السكان- انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، كما يوجد 1.9 مليون آخرين معرضون لخطر الانزلاق إلى هاوية الجوع، بعد أن أصبحت الوجبات الأساسية بمثابة رفاهية للملايين، أصبحت التغذية مشكلة خطيرة.

وتُظهر بيانات برنامج الأغذية العالمي عام 2021، أن واحدًا من كل ثمانية أطفال في سوريا يعاني من التقزم بسبب سوء التغذية، بينما تظهر الأمهات الحوامل والمرضعات السوريات مستويات قياسية من الهزال الحاد.

والآن يستعد ملايين اللاجئين والنازحين السوريين لمواجهة البرد القارس وهطول الأمطار التي تفيض على المنازل والخيام، وهم بحاجة مستمرة إلى شتى أنواع المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة قبيل فصل الشتاء، فيما دخل أكثر من 90% منهم دائرة الفقر .

كما تتجه الأوضاع الصحية في سوريا لمنحنى خطير بعد انتشار مرض الكوليرا، ففي شهر أكتوبر/ تشرين الأول تم تسجيل أكثر من 13 ألف حالة كوليرا مشتبه بها، و60 وفاة حسبما ذكر مكتب منظمة أطباء بلا حدود في سوريا، مما يزيد من التحديات أمام السكان ويعرض حياة المزيد من النازحين داخليًا إلى الخطر.

 

بين الجوع والبرد.. خيارات صعبة أمام اللبنانيين واللاجئين

 

في خضّم واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم، يحتاج أكثر من نصف اللبنانيين الآن إلى مساعدة لتغطية احتياجاتهم الغذائية والاحتياجات الأساسية الأخرى ووسائل التدفئة اللازمة لفصل الشتاء، و بحسب برنامج الأغذية العالمي فإن عددًا أكبر من الناس في جميع أنحاء لبنان بات يعتمد على المساعدات الغذائية أكثر من أي وقت مضى.

وفي تصريح لمنظمة "هيومن رايتس ووتش'' قالت: "غالبية الناس في لبنان عاجزون عن تأمين حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية وسط أزمة اقتصادية متفاقمة، حيث تتحمل الأسر ذات الدخل المحدود العبء الأكبر"، كما أنه من المتوقع أن يضيف موسم الشتاء المقبل مصاعب جديدة إلى المصاعب التي يواجهها اللبنانيون بالفعل مثل زيادة تكاليف الوقود والكهرباء.

تفاقم الركود الاقتصادي في لبنان بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، كما أدى الانفجار المدمر الذي ضرب ميناء العاصمة في 4 أغسطس/آب 2020، إلى تدمير المنازل والشركات وكذلك صوامع الحبوب الرئيسية، مما تسبب في تدمير فعلي للبلاد، وكانت ضربة موجعة للاقتصاد دمرت 70% من إجمالي التجارة اللبنانية، مما دفع بالمزيد من الأسر اللبنانية وأسر اللاجئين نحو المزيد من الفقر؛ والآن يحتاج ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص في لبنان إلى المساعدات الإنسانية بحسب برنامج الأغذية العالمي.

كما دخل لبنان في تحدي جديد وقاسٍ منذ 6 أكتوبر/ تشرين الأول، بعد الإعلان عن انتشار مرض الكوليرا ووصوله إلى مئات الحالات، ولكن نظرا لعدم وجود اختبارات تشخيصية بسيطة، فقد يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير وقد يصل للآلاف.

و تستمر الأزمة الاقتصادية والصحية في لبنان في التأثير بشكل كبير على اللاجئين، بمن فيهم السوريين والفلسطينيين، حيث يعيش جميعهم تقريبًا في فقر مدقع ، ومع دخول فصل الشتاء، يقفون بجانب السكان اللبنانيين أمام خيارات صعبة في ظل انهيار الاقتصاد اللبناني، وانعدام وسائل التدفئة والنقص الحاد في الوقود.

 

1.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في فلسطين

 

تأثرت معظم المناطق الفلسطينية بارتفاع الأسعار وتعطّل سلاسل التوريد، حيث تظهر الدراسات الميدانية لبرنامج الأغذية العالمي بأن حوالي 1.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد ويعيش معظمهم - ما يقارب 90 % - في غزة.

و يُشكل فصل الشتاء في كل عام تحدياً كبيراً للأسر الفقيرة في قطاع غزة، فلا تستطيع توفير مستلزمات التدفئة لأبنائها في ظل ظروف قاسية وأزمات خانقة و متلاحقة تسبب بها الحصار تاركاً بصماته على كل مناحي الحياة.

يقول مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، سامر عبد الجابر: "الوضع في غزة كان أصلا سيئا قبل الأزمة ونسبة الفقر 53% والآن تزداد الاحتياجات"

 ومع اقتراب موسم الشتاء تصل الحالة الإنسانية في قطاع غزة إلى مستويات غير مسبوقة، وأن اثنين من كل خمسة فلسطينيين يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية في العام 2022 نحو 64% منهم يعيشون في غزة، وذلك بحسب خطة الاستجابة الإنسانية التي أطلقها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا).

وأفادت (أوتشا) أن الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي الفلسطيني وحالات التصعيد المتكررة ترسخ اعتماد السكان على المساعدات، مما يُبقي على معدلات البطالة والفقر عند مستويات مرتفعة.

اقترب موسم البرد والمطر، وستكون حياة الملايين من النازحين والأسر الفقيرة في الشرق الأوسط مهددة بالخطر، ومن الآن تدعوكم مؤسسة الخير للانطلاق في محاولة للتخفيف عنهم ألم الجوع ولسعة البرد، والمساهمة في توفير احتياجاتهم الضرورية من غذاء ملائم وصحي، و وسائل تدفئة خلال موسم الشتاء.

 معاً لشتاء دافئ بلاجوع..
 

ألبوم الفيديو

ألبوم الصور

تواصل معنـــــا
حقوق النسخ محفوظة لمؤسسة الخير 2024