يستمر العدوان على غزة لأكثر من 420 يوماً، وسط صمت دولي أدى إلى تدمير البنية التحتية في القطاع واستهداف جميع المؤشرات الحيوية. يتعرض المدنيون لإبادة جماعية، حيث تُستخدم كل أدوات القتل ضدهم، من الاستهداف المباشر والقتل الجماعي إلى التجويع ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وحرمان فئات واسعة من حقوقهم الأساسية في الحصول على المياه النظيفة والرعاية الصحية والحماية.
وضمن هذا السياق، برزت أهمية الجهود المدنية التي بقيت شريان الحياة لملايين المدنيين المتضررين داخل غزة، مما يلقي بمسؤولية إضافية على عاتق المؤسسات والمنظمات العاملة في العمل على تنسيق وتضافر جهودها لتعزيز الأثر والمساهمة في تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وفي ظل استمرار هذه المأساة، وانطلاقاً من المسؤولية الإنسانية تجاه المدنيين في قطاع غزة تأتي فكرة إطلاق "التحالف الإنساني الدولي لإنعاش غزة" باعتباره مظلة تنسيقية تهدف إلى جمع وتنسيق الجهود المشتركة لمنظمات المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم، وذلك في مرحلة الإغاثة الطارئة ابتداء ومرحلة التعافي المبكر ودعم الاستقرار لما للتنسيق والعمل المشترك من أهمية محورية للحفاظ على الأرواح وترشيد الموارد والتكامل ما بين الجهود المبذولة في ظل التحديات بالغة التعقيد للمشهد الإنساني في قطاع غزة.
التحالف الذي يتم إطلاقه كأحد مخرجات القمة الإنسانية العالمية بحضور أكثر من 200 وكالة مجتمع مدني بين شركات ونقابات وتجمعات وشبكات ومنشآت قطاع خاص من أكثر من 40 دولة يفتح أفقاً لاستمرار العمل ما بعد انتهاء القمة ومجالاً لتجسيد مشاريعها المنشودة لقطاع غزة، ويعتبر هذا التحالف بمثابة منصة حيوية يسعى لتحقيق استجابة إنسانية أكثر كفاءة وفعالية عبر نهج تشاركي يضم في عضويته المؤسسات المانحة والمساهمة في العمل الإنساني من أجل إغاثة قطاع غزة.
يعتمد التحالف في تحقيق أهدافه في التنسيق والعمل المشترك على ثلاثة آليات أساسية هي:
تعد إدارة البيانات والمعلومات عنصراً حاسماً في الاستجابة الإنسانية وإدارة الكوارث. فهي عملية تهدف إلى جمع البيانات والمعلومات وتحليلها ومشاركتها واستخدامها لتمكين اتخاذ إجراءات مسندة بالبيّنات بطريقة منسقة ومنتظمة ومسؤولة وذلك عبر شبكة من مزودي المعلومات ضمن أعضاء التحالف.
تهدف الوحدة إلى:
تعتبر هذه المرحلة ضرورية لضمان اتخاذ قرارات مستنيرة، تسهم في تبني أفضل الممارسات وتقديم دعم إنساني فعّال للأشخاص المتضررين، من خلال تجنب التكرار والهدر، وسد الفجوات، وتوفر رؤية شاملة ومشتركة، حيث تُجمع البيانات، تُحلل بشكل جماعي وتُقدم لأعضاء التحالف بصور مرئية ومكتوبة تعزز أثر التدخلات الإنسانية.
هي آلية تنسيق بين المنظمات الإنسانية الفاعلة في الاستجابة الإنسانية، تنظم عمل الجهات الإنسانية في قطاعات أساسية مثل المياه، الصحة، والأمن الغذائي والتعليم وغيرها. الهدف منها تحسين كفاءة وفعالية الاستجابة، وتجنب تكرار الخدمات المقدمة، وضمان تلبية احتياجات الأشخاص المتضررين في الوقت المناسب وبطريقة مناسبة.
تضم فرقاً من الخبراء في مختلف قطاعات العمل الإنساني كالإيواء، الغذاء، التعليم، والزراعة وغيرها، يعملون بشكل مشترك ومنسق بهدف تطوير حلول للمشاكل الراهنة خلال مرحلة الاستجابة الطارئة، وحلول مستدامة لمرحلة التعافي المبكر والاستقرار.
دعوة للانضمام:
ندعو جميع المنظمات الإنسانية من مختلف أنحاء العالم للانضمام إلى التحالف الدولي لمنظمات المجتمع المدني العاملة من أجل غزة من خلال الاختيار من بين الوحدات الثلاث المقترحة أعلاه على أن تحدد المهمات وتوزع الأدوار بشكل أكثر تفصيلي في وقت لاحق وذلك بعد تشكيل التحالف وانضمام جميع الأعضاء المحتملين.