عرض الاخبار

تحولت الهجمات الوحشية التي شنتها إسرائيل على غزة إلى إحدى أحلك صفحات التاريخ البشري، مخلفة جروحاً عميقة في ضمير العالم ومسببة مأساة إنسانية لا مثيل لها عبر التاريخ. لم تقتصر هذه الاعتداءات الوحشية على انتهاك حق الحياة للمواطنين الأبرياء، بل اجتثت أيضاً القيم الإنسانية الجامعة وهدمت الركائز الأساسية للقانون الدولي. الدمار المنهجي الذي تواصله إسرائيل لا يقتصر على إزهاق أرواح عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء وتشريد الملايين قسراً، بل يترك وراءه جروحاً مجتمعية غائرة ستورّث للأجيال القادمة، ما يشكل صفعة مؤلمة لكرامة الإنسانية. في غزة، لم تسلم المناطق السكنية ولا المستشفيات ولا المدارس ولا دور العبادة ولا ميادين الحياة المدنية من الاستهداف الوحشي؛ فغدت المدن خراباً وضاع إرثها التاريخي والثقافي في غياهب الدمار.

يستمر العدوان على غزة لأكثر من 420 يوماً، وسط صمت دولي أدى إلى تدمير البنية التحتية في القطاع واستهداف جميع المؤشرات الحيوية. يتعرض المدنيون لإبادة جماعية، حيث تُستخدم كل أدوات القتل ضدهم، من الاستهداف المباشر والقتل الجماعي إلى التجويع ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وحرمان فئات واسعة من حقوقهم الأساسية في الحصول على المياه النظيفة والرعاية الصحية والحماية. وضمن هذا السياق، برزت أهمية الجهود المدنية التي بقيت شريان الحياة لملايين المدنيين المتضررين داخل غزة، مما يلقي بمسؤولية إضافية على عاتق المؤسسات والمنظمات العاملة في العمل على تنسيق وتضافر جهودها لتعزيز الأثر والمساهمة في تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.

إسطنبول - التقى رئيس مجلس أمناء مؤسسة الخير، الإمام قاسم، بسعادة سفير دولة فلسطين لدى تركيا، الدكتور فايد مصطفى، وذلك على هامش مشاركتهما في القمة العالمية الإنسانية “غزة اليوم التالي”. وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون بين مؤسسة الخير والمؤسسات الفلسطينية لدعم الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة وجهود التعافي.

أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" على أهمية التحرك المشترك للعالم الإسلامي لمساندة غزة، وضرورة الانتقال من الأقوال إلى الأفعال في مواجهة الأزمات الإنسانية. قال أردوغان في كلمة ألقاها خلال القمة الإنسانية العالمية "غزة.. اليوم التالي"، التي تنظمها مؤسسة الخير بالشراكة مع وقف الديانة التركي، أن دعم غزة مسؤولية جماعية تتطلب خطوات عملية على جميع المستويات، لمواجهة التحديات الإنسانية التي يعيشها سكان غزة بعد مرور أكثر من 400 يوم على الحرب

في خطوة هامة لدعم قطاع غزة، تُنظم مؤسسة الخير بالشراكة مع وقف الديانة التركي "القمة الإنسانية العالمية" تحت عنوان "غزة..اليوم التالي"، في إسطنبول يومي 29 و30 نوفمبر 2024.  تشهد القمة مشاركة رئيس الجمهورية التركية "رجب طيب أردوغان"، في سياق دعمه المستمر لفلسطين وقطاع غزة على وجه الخصوص، حيث تتناول القمة القضايا الإنسانية الملحة التي يعاني منها سكان غزة بعد مرور أكثر من 400 يوم من الحرب.

في مبادرة جديدة لدعم العائلات المتضررة في قطاع غزة، أدخلت مؤسسة الخير شحنة من "الشوادر" قادمة من الضفة الغربية إلى جنوب القطاع، بهدف تحسين ظروف الإيواء للنازحين الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية قاسية منذ الحرب الأخيرة.

شهد قطاع غزة في عام 2023 واحدة من أشد الأزمات الإنسانية المعاصرة تفاقمًا نتيجة الصراع المستمر والتدهور السريع في الظروف المعيشية. فقد خلف هذا العام عشرات الآلاف من الضحايا ومئات الآلاف من النازحين داخليًا، الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى في ظل انعدام أبسط احتياجات الحياة الأساسية. تفاقمت الأزمة مع استمرار الحصار، الذي أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية، مياه الشرب الآمنة، والمأوى المناسب.

في خطوة تهدف إلى التخفيف من معاناة النازحين في مخيمات جنوب قطاع غزة، أطلقت مؤسسة الخير مشروع "مطبخ الشاورما"، حيث قدمت وجبات الشاورما لأكثر من 30,000 شخص من النازحين. تأتي هذه المبادرة كجزء من محاولات مؤسسة الخير تنويع المساعدات الغذائية التي تقدمها للعائلات المتضررة والنازحة، وإعادة إدخال البهجة إلى حياتهم.

تمكنت مؤسسة الخير من الوصول إلى 3700 يتيم من بين 6000 يتيم مكفولين لديها، لرعايتهم وتقديم الإغاثة الطارئة للأيتام المتضررين منهم بسبب القصف والنزوح، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها في الوصول إليهم في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ11 شهراً.

تمكنت مؤسسة الخير مكتب الشرق الأوسط من إدخال وتوزيع 18000 كيلوغرام من الخضروات والفواكه على النازحين والمحتاجين في شمال قطاع غزة، بعد فترة طويلة من الحصار والإغلاق الذي أثر بشكل كبير على الأوضاع الإنسانية في المنطقة.

شهدت بنغلادش الأيام الماضية فيضانات وصفت بأنها واحدة من أسوأ الكوارث المائية منذ عقود، ذهب ضحيتها عشرات القتلى وتركت خلفها دماراً مروعًا تسبب في تشريد أكثر من 300.000 نسمة، و تضرر ملايين السكان.

إن فقدان حسام ليس مجرد خسارة لمنظمتنا، بل هو ضربة مدمرة للجهود الإنسانية في المنطقة. وتسلط وفاته الضوء على الظروف المحفوفة بالمخاطر التي يواجهها عمال الإغاثة يوميًا، كما تسلط الضوء على التأثير الشديد للأعمال العدائية المستمرة على البعثات الإنسانية. إن رحيل الأفراد المتفانين مثل حسام لا يؤدي إلا إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التي تجتاح غزة، حيث الملايين في حاجة ماسة إلى المساعدة.