منذ عشرين عاماً تعيش السيدة ( آمنة) 37 عاماً من مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في غزة في غرفة واحدة، بدأت بها حياتها هي وزوجها إلى أن أصبح عدد العائلة (9 ) أفراد، فالفقر والبطالة وغياب فرص العمل تراكم على أسرة( آمنة) البسيطة وحرمتها القدرة على تحقيق حلمها بتوفير المسكن الآمن.
تقول : "لقد كان توفير غرفة إضافية حلم كبير صعب أن يتحقق في حياتي، حتى جاءت مؤسسة الخير وبنت لي وحدة سكنية من ثلاثة غرف ومرافقها، أشعر أني اليوم ولدت وأن الحياة بدأت الأن".
بهذه الكلمات لخصت (آمنة) حكاية الخير مع مشروع "البيوت الأمنة" والذي يُعتبر الأولوية الأولى في عمل مؤسسة الخير في قطاع غزة، فلسطين، ويمثل استجابة طبيعية في ظل الظروف القاسية التي يعيشها القطاع من ارتفاع معدل الفقر والبطالة بالإضافة للزيادة الكبيرة في أعداد السكان مع ضيق المساحات الجغرافية.
تكفلت مؤسسة الخير عبر أهل الخير بتحقيق حلم (آمنة) ببناء وحدة سكنية كاملة للعائلة بتكلفة إجمالية 17000 دولار، لتبدأ حياة جديدة بأمل ودافع قوي للحياة.
وتعتبر مؤسسة الخير مشروع ترميم البيوت من المشاريع ذات الأولوية لديها، وبخاصة في فصل الشتاء، وذلك ضمن جهودها في مكافحة الفقر، وإيجاد المأوى المناسب للأسر الفقيرة ومساعدتها في خلق واقع أفضل، حيث عملت الخير على ترميم 100 منزل خلال 2021، بتكلفة تجاوزت 800.000 دولار، ومنذ بداية العام الحالي تواصل المؤسسة عملها في هذا المشروع الذي ما زال على رأس أولويات تدخلها الإنساني في قطاع غزة.
وينسجم مشروع "البيوت الآمنة" مع الغاية (1)من الهدف (11) من أهداف التنمية المستدامة 2030 والتي تنص على ضمان حصول الجميع على مساكن وخدمات أساسية ملائمة وآمنة وميسورة التكلفة، ورفع مستوى الأحياء الفقيرة.
وجاء التأكيد على ذلك الإعلان في العالـمي لحقوق الإنسان المادة ( 25) فقرة (1) بأن: "لكل فرد الحق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهية له ولأسرته خاصة على صعيد الـمأكل والـملبس والـمسكن والعناية الطبية والخدمات الاجتماعية الضرورية".
ويمر قطاع غزة بأزمات مركبة سببها الحصار المتواصل والاعتداءات المتكررة، بالإضافة إلى انتشار فايروس كورونا، حيث تخطت نسبة الفقر 64%، وأصبحت أكثر من 80% من أسر القطاع تعتمد على المساعدات في تأمين احتياجاتها الأساسية.
و من جهة أخرى خلق العدوان الأخير على القطاع مايو/أيار 2021 أزمة حقيقية بعد أن تم تدمير عشرات الآلاف من الوحدات السكنية، جزء كبير منها تدمر بشكل كلي، وجزء آخر يحتاج إلى إعادة ترميم، عدا عن الآلاف من الوحدات السكنية التي تم تدميرها في عدوان 2014 ولم يتم إعمارها أو تعويض أصحابها حتى اليوم.