شهد قطاع غزة في عام 2023 واحدة من أشد الأزمات الإنسانية المعاصرة تفاقمًا نتيجة الصراع المستمر والتدهور السريع في الظروف المعيشية. فقد خلف هذا العام عشرات الآلاف من الضحايا ومئات الآلاف من النازحين داخليًا، الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى في ظل انعدام أبسط احتياجات الحياة الأساسية. تفاقمت الأزمة مع استمرار الحصار، الذي أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية، مياه الشرب الآمنة، والمأوى المناسب.

في هذا السياق، قامت مؤسسة الخير فاونديشن دورًا محوريًا في تقديم استجابة إنسانية شاملة تهدف إلى تخفيف المعاناة وتلبية الاحتياجات الطارئة للسكان المتضررين. ومنذ الساعات الأولى للأزمة، بادرت المؤسسة إلى إنشاء فرق ميدانية في مختلف مناطق القطاع، بما في ذلك شمال غزة، المحافظة الوسطى، ومدينة رفح، لتقديم الإغاثة الفورية وتنسيق الاستجابة الطارئة من خلال مركز عمليات طارئ شُكّل لهذا الغرض.

على مدار العام، تمكنت المؤسسة من المساهمة في توفير المأوى لعشرات آلالاف النازحين من أصل مليون وتسعمائة ألف نازح داخليًا من خلال توزيع أكثر من 10,000 خيمة ومستلزماتها الأساسية. وإلى جانب ذلك، قامت المؤسسة بتوفير أكثر من 3 ملايين علبة من لحوم الأضاحي المحفوظة للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي للسكان المحاصرين.

كما امتدت جهود المؤسسة إلى دعم النظام الصحي المتضرر بشدة، حيث تم ترميم وتجهيز 3 مستشفيات دُمرت خلال النزاع، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية عبر 4 شاحنات محملة بالمواد الطبية الأساسية. وشمل الدعم الصحي أيضًا تزويد القطاع بأربع سيارات إسعاف جديدة لتعويض النقص الحاد في الخدمات الطارئة.

ولم تقتصر جهود مؤسسة الخير على داخل قطاع غزة فحسب، بل قامت المؤسسة بتنسيق عمليات إغاثية واسعة النطاق من خارج القطاع. تم إرسال ما يزيد عن 500 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية، ولحوم الأضاحي، والمواد الإغاثية والطبية  الأخرى من تركيا ومصر والأردن إلى داخل غزة. وتم أيضًا تسير ثلاث طائرات إغاثية من الأردن إلى مطار العريش المصري، حيث تم نقل المساعدات إلى القطاع لتوزيعها على الأسر المتضررة.

علاوة على ذلك، أولت المؤسسة اهتمامًا خاصًا لاحتياجات النازحين من النساء والأطفال، حيث تم توزيع 10,000 حقيبة من مستلزمات الأطفال بما في ذلك الحليب والحفاضات، بالإضافة إلى توفير 5,000 حقيبة صحية للنساء للحفاظ (طرد الكرامة). كما عملت المؤسسة على توفير ما يقرب من 50 ألف سلة غذائية من السوق المحلي، إلى جانب مليون وجبة ساخنة خلال العام، و10 ملايين لتر من المياه الصالحة للشرب.

تأتي هذه الجهود المتواصلة في ظل التزام مؤسسة الخير فاونديشن العميق بدعم السكان الأكثر ضعفًا في غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكلٍ فعال ومنسق. ويعد هذا التقرير شهادة على إصرارنا على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في أكثر الأوقات قسوة، ونتعهد بمواصلة دعمنا لاحتياجاتهم الإنسانية الملحة.